إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
  

316 ـ رينيه ديكارت (1596 ـ 1650)

:

فيلسوف وفيزيائي ورياضي فرنسي. صاحب نظرية الشك.

ولد رينيه في لاهاييه قرب شاتيليرو، في فرنسا. وتعلم في إحدى الكليات اليسوعية. وحصل على شهادة المحاماة ولكنه لم يعمل بها. وخدم في جيوش بلدين. وكان كثير الأسفار إلى أنحاء عديدة من العالم، وذلك لأنه أراد أن يرسم صورة صادقة وشاملة عن العالم. وكرس وقته للدراسة، وساعده على ذلك الأموال التي ورثها أو حصل عليها كمساعدات. وعاش ديكارت في هولندا في الفترة من 1628م إلى 1649م،

حياة هادئة، أنتج فيها معظم مؤلفاته. انتقل إلى السويد في أواخر عام 1649م بناءاً على دعوة وجهتها له ملكة السويد ومكث بها إلى أن توفى بعد معاناته من مرض شديد.

وكان ديكارت يؤمن بأن العالم يتألف من عنصرين هما المادة والروح. وكان أول فيلسوف وصف الكون المادي من حيث المادة والحركة، كما كان رائد في محاولة صياغة قوانين عامة بسيطة في الحركة تحكم جميع التغيرات الطبيعية.

يعتبر ديكارت في رأي كثير من الباحثين، أبا الفلسفة الحديثة ومؤسسها. استطاع بعبقريته الرياضية أن يعالج الجذور السالبة، وأن ينسق مجموعة رموز الجبر، وأنشأ الإحداثيات المعروفة باسمه،  وابتكر الهندسة التحليلية Analytic Geometry. وحاول تطبيق المنهج الرياضي على الفلسفة. وفي عام 1629م ألف كتابه "قواعد لتوجيه العقل" أوضح فيه أن الوصول إلى الحقيقة يبدأ في الشك بكل معتقداته وبكل ما تعلمه، وبكل ما حوله حتى بوجود العالم الخارجي، وبوجود نفسه، حتى بكل شئ. واشتهر بكتابه "مقالة في المنهج" Discours De La Methode (1637) وفيه اطّرح كلّ المعتقدات السابقة، ليعاود البحث عن الحقيقة، شاكّاً في كل شيء، إلاّ حقيقة واحدة وهي أنه يشك، من هنا كلمته المشهورة: "أنا أشكّ فإذاً أنا أفكر. أنا أفكّر فإذاً أنا موجود" Dubito Ergo Cogito: Cogito Ergo Sum. ومن هذه البداية اليقينية، انتقل إلى إثبات وجود الله ثم إثبات وجود العالم. وفي كتابه "تأملات في الفلسفة الأولى" تناول ديكارت بالدراسة أقوى الأسباب التي يمكن استخدامها لإثبات أن كل شئ قابل للشك.